توثيق سورة يوسف عليه السلام
> سورة يوسف مكية وعدد آياتها 111 أية نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم في مكة الكرمة وتأخذ الترتيب الثاني عشر في المصحف الشريف ما بين سورة هود وسورة الرعد .
-سبب نزولها
> نزلت سورة يوسف عليه السلام للتخفيف من حزن الرسول صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة عام الحزن الذي توفيت فيه خديجة رضى الله عنها وعمه أبو طالب، ونزلت أيضا بسبب مجموعة من اليهود الذين ارادوا ان يمتحنو رسول الله صلى الله عليه وسلم .
- المواضع التي اهتمت بها سورة يوسف
>
الصبر على أذى الناس له (أذى إخوته، امرأة العزيز )
>
العفة حيث منعا نفسه من الوقوع في الفاحشة مع امرأة العزيز
تحليل سورة يوسف للأولى باكالوريا ( الآيات 1 - 22 )
السبب في تسمية سورة يوسف
يعود لاقتصارها على ذكر أحداث وتفاصيل قصة سيدنا يوسف عليه السلام كاملة،
وتعتبر هذه من المميزات التي تنفرد بها هذه السورة الكريمة عن سائر سور
القرآن الكريم، ويشار إلى أن اسم سيدنا يوسف عليه السلام قد ورد في السورة
أكثر من خمس وعشرين مرة، وتقع السورة في الجزء الثالث عشر في الحزبين
الرابع والخامس والعشرين. يشار
إلى أن سورة يوسف ليست مكية بأكملها، وإنما نزل بعض منها في المدينة،
والآيات المدنية منها هي الأولى والثانية والثالثة والسابعة، أما ما بقي من
الآيات الكريمة فهي مكية النزول
. سبب نزول سورة يوسف
نزلت السورة على رسول الله صلى الله عليه وسلم لتُعلّمه ما لاقاه سيدنا
يوسف عليه السلام من محن وشدائد وكيد الرجال والنساء في زمنه بدءاً من
إخوته، وصولاً إلى قصته مع زوجة عزيز مصر، وما أنزله الله سبحانه وتعالى
على نبيه من صبر على ذلك ثم فرج عظيم، لتكون عبرة للمسلمين ولرسول الله صلى
الله عليه وسلم من هذه القصة العظيمة. يقال بأن مصعب بن سعد عن أبيه سعد
بن أبي وقاص في قوله عز وجّل: "نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيكَ أَحْسَنَ القَصَصِ "
قَالَ : أُنْزِلَ القرآن عَلى رسولِ الله فتلاه عليهم زماناً، فقالوا : يا
رسول الله لو قصصت فأنزل الله تعالى "الر تِلكَ آياتُ الكتابِ المبينِ "
إلى قوله " نَحْنُ نَقُصُّ عَليكَ أَحْسَنَ القَصَصِ " الآية فَتَلاهُ
عليهم زمانا فقالوا : يا رسول الله لو حدثنا فأنزل الله تعالى " اللَّهُ
نَزَّلَ أَحْسَنَ الحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا " قال كل ذلك ليؤمنوا
بالقرآن مواضيع السورة يتمحور موضوع سورة يوسف حول قصة النبي يوسف بن يعقوب
عليه السلام، وما ألحقه به إخوته وآخرين من محن ومكائد، فلقي خيوط المكائد
تُحاك له من كل جهة، فتارة من إخوته وتارة من أهل بيت عزيز مصر، وكما
تآمرت عليه النساء بما فيّهن زوجة عزيز مصر، وتحمل المعاناة والشدائد
والضيق حتى أفرجها الله عليه سبحانه وتعالى وأصبح عزيزاً لمصر. نختصر قصة
سيدنا يوسف بن يعقوب عليهما السلام بأنه قد لقي الويلات والغدر والخيانة من
أقرب الناس إليه وهم إخوته البالغ عددهم أحد عشر أخاً، وكانوا قد رموه
بالبئر ليتخلصوا منه وأخبروا والدهم بأن الذئب قد أكله وهم في غفله عنه،
وأخذوه بعض السيّارة بعد أن انتشلوه من البئر إلى عزيز مصر، وكان يعقوب
عليه السلام قد طلب من أبنائه أن يحضروا له قميص يوسف ليتأكد من صدقهم إلا
أنهم جلبوا له قميصاً ملطخاً بدم شاه لكنه اكتشف كذبتهم نظراً لكون القميص
سليماً وليس ممزقاً، وكان يعقوب عليه السلام فاقداً للبصر وعند عودة يوسف
عليه السلام ارتد إليه بصره. أما في قصر العزيز فقد دبرّت زوجة العزيز بعد
أن افتتنت بيوسف عليه السلام مكيدة له، وادعّت بأنه يراودها إلى نفسه وسُجن
سبع سنوات، وظهر الحق أخيراً بأن قميصه قد قُدّ من دبر وهذا دليل على
براءته وإدانة زوجة العزيز.
معاني مفردات الآيات الكريمة من (1) إلى (4) من سورة «يوسف»:
﴿ الر ﴾: حروف للتحدي والإعجاز، وقال بعض العلماء: الله أعلم بمراده بذلك. ﴿ نقصُّ عليك ﴾: نحدِّثك أو نبيِّن لك يا محمد (والمتكلم هو الله يعظم نفسه). ﴿ يوسف ﴾: هو يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم - عليهم الصلاة والسلام. ﴿ رأيت ﴾: في المنام.
مضمون الآيات الكريمة من (1) إلى (4) من سورة «يوسف»:
1 - تتحدث الآيات عن القرآن الكريم الذي أنزله الله بلسانٍ عربيٍّ واضح ليفهمه الناس ويعقلوه.
2 - ثم تبيِّن أن الله سبحانه وتعالى يقصُّ على النبيِّ صلى الله عليه وسلم أحسن الأخبار بإيحائه إليه هذا القرآن.
3 - ثم تبدأ قصة يوسف عليه السلام حينما حكى لأبيه عن رؤيا رآها ذات ليلة في منامه.
دروس مستفادة من الآيات الكريمة من (1) إلى (4) من سورة «يوسف»:
1 - ما
في القرآن من قصص وأخبار يؤكد صدق الرسول صلى الله عليه وسلم وإعجاز
القرآن، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن يعرف من هذه الأخبار شيئًا
قبل نزول القرآن عليه.
2 - رؤيا الأنبياء حق، والرؤيا للمؤمن من المبشرات وهي نوع من الوحي.
معاني مفردات الآيات الكريمة من (5) إلى (14) من سورة «يوسف»:
﴿ فيكيدوا لك كيدًا ﴾: فيحتالوا في هلاكك حسدًا لعلمهم بتفسيرها من أنهم الكواكب، والشمس أمك والقمر أبوك. ﴿ مبين ﴾: ظاهر العداوة. ﴿ يجتبيك ﴾: يختارك. ﴿ تأويل الأحاديث ﴾: تعبير الرؤيا وتفسيرها. ﴿ آيات ﴾: عبر. ﴿ نحن عصبة ﴾: جماعة نكفي للقيام بأمره دونهما. ﴿ ضلال مبين ﴾: خطأ واضح في تفضيلهما علينا. ﴿ اطرحوه أرضًا ﴾: ألقوه في أرضٍ بعيدة عن أبيه. ﴿ يخلُ لكم وجه أبيكم ﴾: يخلص لكم حبُّه وإقباله عليكم. ﴿ غيابة الجب ﴾: ما غاب وأظلم من قعر البئر. ﴿ السيارة ﴾: المسافرين. ﴿ لناصحون ﴾: لقائمون بمصالحه. ﴿ يرتع ﴾: يأكل ما لذَّ وطاب. ﴿ يلعب ﴾: يسابق ويرمي بالسِّهام في نشاط. ﴿ غافلون ﴾: مشغولون.
مضمون الآيات الكريمة من (5) إلى (14) من سورة «يوسف»:
1 - لما
قصَّ يوسف عليه السلام على أبيه ما رآه في منامه وهو صغير، عرف أبوه أنه
سينال منزلة عالية ومكانة عظيمة في الدنيا والآخرة، فأمر بكتمان رؤياه
وألاَّ يقصها على إخوته ؛ كي لا يحسدوه ويكيدوه بأنواع الحيل والمكر،
مبشرًا إياه بأن الله يخصُّه بأنواع اللطف والرحمة ويفهمه من يحسدوه
ويكيدوه بأنواع الحيل والمكر، مبشِّرًا إياه بأن الله يخصه بأنواع اللطف
والرحمة ويفهمه من معاني الكلام وتفسير المنام ما لا يفهمه غيره، ويتم عليه
النعمة بالوحي إليه وعلى آل يعقوب جميعًا بسببه.
2 - ثم
تذكر حسد إخوة «يوسف» له على محبة أبيه له ولأخيه الشقيق «بنيامين» أكثر
منهم، ثم تذكر تشاورهم في قتل يوسف أو إبعاده إلى أرض لا يرجع منها ؛ ليخلو
لهم وجه أبيهم، وتخلص لهم محبته.
دروس مستفادة من الآيات الكريمة من (5) إلى (14) من سورة «يوسف»:
1 - الصغير في حاجة أكثر إلى حب والديه ورعايتهم والعناية به، والحرص عليه.
2 - الحسد مرض نفسي واجتماعي خطير له آثاره المدمرة، فمن وجد في نفسه شيئًا من ذلك فليكثر من قول: ما شاء الله لا قوة إلا بالله.
معاني مفردات الآيات الكريمة من (15) إلى (22) من سورة «يوسف»:
﴿ أجمعوا ﴾: عزموا وصمموا. ﴿ عشاء ﴾: وقت المساء. ﴿ متاعنا ﴾: ثيابنا. ﴿ بمؤمن ﴾: بمصدِّق. ﴿ سوَّلت ﴾: زيَّنت وسهَّلت. ﴿ فصبرٌ جميل ﴾: لا جزع فيه، ولا شكوى فيه لغير الله﴿ سيارة ﴾: مسافرون من مدين إلى مصر. ﴿ واردهم ﴾: من يتقدم الرفقة ليستقي لهم.﴿ فأدلى دلوه ﴾: فأرسل الدلو في البئر لميلأها ماء.﴿ أسروه ﴾: أخفاه الوارد وأصحابه عن بقية الرفقة، أو أخفى إخوته أمره. ﴿ بضاعة ﴾: متاعًا للتجارة. ﴿ شروه ﴾: باعه المسافرون. ﴿ بثمنٍ بخس ﴾: ناقص عن القيمة نقصانًا ظاهرًا. ﴿ أكرمي مثواه ﴾: اجعلي محل إقامته كريمًا مُرضيًا. ﴿ غالب على أمره ﴾: لا يقهره شيء ولا يدفعه عنه أحد.﴿ بلغ أشدَّه ﴾: بلغ منتهى شدة جسمه وقوته.
مضمون الآيات الكريمة من (15) إلى (22) من سورة «يوسف»:
1 - تستمر
الآيات في الحديث عن «يوسف» وإخوته، وإلقائه في قعر البئر، وأنهم أخذوا
قميصه فلطَّخوه بشيء من دم، ورجعوا إلى أبيهم مساءً وهم يبكون، معتذرين -
كذبًا - بأنَّ يوسف أكله الذئب في غيبتهم عنه، وحزن «يعقوب» على ابنه حزنًا
شديدًا ملتمسًا الصبر والعون من الله عز وجل.
2 - ثم
تُخبر أن «يوسف» حين وُضِعَ في البئر جلس ينتظر فرج الله ولطفه به، فمرَّ
بعض المسافرين قاصدين ديار مصر من الشام، فأرسلوا بعضهم ليستقوا من ذلك
البئر، فلما ألقى أحدهم دلوه تعلَّق فيه «يوسف»، فجعلوه من جملة متجرهم.
3 - ثم تتحدث عن شراء عزيز مصر له وتمكين الله سبحانه وتعالى ليوسف في أرض مصر، لِيُعلمه تعبير الرؤيا.
4 - ولما قويَ واشتدَّ عُودهُ أعطاه الله حكمًا وعلمًا وكذلك يجزي الله المحسنين.
دروس مستفادة من الآيات الكريمة من (15) إلى (22) من سورة «يوسف»:
1 - حب الله سبحانه وتعالى لأهل مصر، ورحمته بهم بإرسال يوسف عليه السلام إليهم.
2 - الاستعانة بالله والصبر عند الشدائد من غير شكوى ولا جزع.